قدم المراءة المظلومه
في مدينة باكسبورت، بولاية مين الأمريكية، يمكن للإنسان حتى اليوم تقصي الشواهد الظاهرة لحملة اصطياد السحرة المسعورة التي سادت تلك المنطقة .
قد شاع في ذلك الوقت الإسراع بإعدام كل من يشتبه احترافهم أو ممارستهم السحر.
سار كولونيل باك مؤسس مدينة باكسبورت على نفس ذلك المهج، فأباح إعدام من يمارسون السحر.
لم يجد الكولونيل باك صعوبة في اختيار ضحيته الأولى. وقد حاولت ضحيته بكل وسيلة أن تنفي عن نفسها هذه التهمة الظالمة، لكن الكولونيل لم يستجب إلى استعطافها، وقرر تعذيبها، دون جدوى، قرر الكولونيل إعدامها.
لم تغب هذه اللعنة عن خاطر كولونيل باك طوال حياته، وعندما مات، بذل ورثته جهدا جادا في تنفيذ وصيته التي طلب فيها أن تكون أحجار قبره من النوع الجيد الذي لا تشوبه شائبة. وبعد اختيار أحجار القبر بعناية، قام الورثة بوضع شاهد عند رأس القبر، من الحجر الأبيض الناصع، يرتفع عاليا في الفضاء، تخليدا لذكرى مؤسس المدينة، وأغنى أغنيائها.
وكان حارس المقبرة هو أول من لاحظ ما طرأ من تغير. أسرع إلى الكنيسة يبلغ القس، الذي قام باستدعاء أقارب الكولونيل باك. لقد ظهر للجميع بوضوح تلك التغييرات التي طرأت على حجر المقبرة، والتي رسمت إطارا باهتا لقدم امرأة. وأخذ الإطار الباهت يزداد وضوحا يوما بعد يوم.
أسرعت أسرة الراحل إلى استدعاء نحات الحجر، الذي قام بنحت أحجار المقبرة من جديد، لإخفاء آثار قدم المرأة التي راحت ضحية الكولونيل الراحل. لكن، عندما عادت الآثار للظهور بعد عدة أسابيع، اجتذب هذا العديد من أهل المدينة، فطلب ورثة الكولونيل تغيير الحجر كلية، والاستعاضة عنه بحجر جديد. ومع هذا، فقد ذهبت جهودهم سدى، وعاد أثر قدم المرأة ليرتسم على الحجر من جديد، عندها، توقفت جهود الورثة، ورضخوا أخيرا للأمر الواقع. وما زال ذلك الحجر باقيا في مكانه حتى اليوم، وقد انطبعت عليه بوضوح آثار قدم المرأة المظلومة.
تعليقات
إرسال تعليق