قارب ورقى






يروى ماريون دوجلاس كيف طرقت الخطوب باب بيته , لا مرة بل مرتين , ففى الاولى فقد ابنته البالغه من العمر خمسة اعوام .
كان يحبها حبا جما . ظن وزوجته انهما لن يقويا على احتمال هذه الفجيعه .
ثم لم تمضى عشره اشهر حتى رزقا بطفله اخرى . ولم تمضى هذه الطفله ايام خمس وماتت .



يقول كانت فجيعه مزدوجه اكثر مما احتمل .
فقد عافت نفسى الطعام . ولم اعد اعرف طعم النوم . وتوترت اعصابى , وتبددت ثقتى بنفسى , وقصدت اخيرا الاطباء . فوصف لى احدهم دواء منوم والاخر رحلة للتغيير .
جربت كلتا الوصفتيين بلا طائل .
لكن اليوم احمد الله على ان وهبنى طفلا هو الذى هدانى الى حل مشكلتى .
ففى ذات مساء كنت جالسا استعيد احزانى . حيث سالنى "بابا .. هلا صنعت لى قاربا " 
لم اكن فى حال تسمح لى بصنع قارب .
لكنطفلى عنيد لحوح . لم يسعنى سوى الامتثال .انفقت ثلاث ساعات .
عنما انتهيه ادركت ان هذه الساعات كانت الاولى التى احسست فيها بالراحه الذهنيه . التى ولت عنى منذ شهور .
حفزنى هذا الادراك على ان اخرج من جمودى وافكر تفكيرا صحيحا , رايت ان القلق سرعان ما تلاشى اذا انشغلت بعمل يتطلب شيئا من الابتكار والتفكير .
وفى خلال العامين السابقين امكننى اصلاح معظم اشيائي 
وانغمرت فى كثير من الانشطه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الحرق على الخشب

دلالة الألوان في الحياة البجاوية

الجرتق