حليل أمونة في كرسي الكوافير

    الجمال شيء نسبي ، و هذا متفق عليه في كل أرجاء الدنيا المعمورة
    و كل أنثى في الدنيا بها شيء جميل ، يشمل ذلك العقل الراجح رغم أنه مستتر و لا يظهر إلا بأدوات معينة، و هذه مقولة إقتنعت بها مؤخرا بعد أن رأيت صورة لقولدا مائير في شبابها و هي تبتسم في حفلة إفتتاح نادي يهودي بأمريكا
    سبحان مغير الأحوال ، و سبحان من يحي العظام و هي رميم
    أما العرب ، فهم أهل خبرة في وصف جمال المرأة ( حتة حتة ) و جهابذة في هذا المضمار.



      كما قلت في غير مجال ، بأن أجمل أبيات قرأتها عن وصف المرأة هي القصيدة العصماء التي شاعرها مجهول ، و قيلت في أميرة بدوية تدعى دعْد ، و هي مكونة من أكثر من مائة بيت ، كنت أحفظها عن ظهر و بطن قلب ، و لكنها تبخرت و لم يتبق في ذهني إلا بضع أبيات بسبب عوامل التعرية العقلية التي تصيب المغترب ، فيجد نفسه بعد سنوات الغربة أنه لا يجيد غير مصطلحات عمله و إسم كفيله و عنوان بيته و درب السفارة
      يقول الشاعر المجهول :
      و لها خصر يزينه هيف إذا تنوء يكاد ينقد
      و لها بنان إن أردت له عقدا بكفك أمكن العقد
      بفتور عين ما بها رمد و بها تداوى الأعين الرمد
      فلننظر لهذه الأبيات الثلاث ، التي تتحدث عن الخصر و البنان و العين ، و هي أركان الجمال في المرأة ،، فالبنية لها خصر إنبعاجي مثل صباع المعجون ، إن تمايلت ، يكاد ينخرم من النص ، فلا ندري ماذا كانت تأكل هذه البنت و أي ريجيم كانت تتبع و بأي كريم كانت تتمسح ، و أي رياضة كانت تمارس
      ثم يقول أن لديها إصبع لو أردت أن تربطه فيمكنك ذلك ،، يعني منو أصبع و منو دبارة
      ثم يقول أن عينيها فترانة و نعسانة ، و لكن ليس بمرض الرمد الذي كان حائما وقتها في البادية مثل ملاريتنا ، بل أن عينيها يداوون بها مرض الرمد ، بس هي تجي و تعاين للعيانة بالرمد ، و تفقعها نظرة نظرتين ، و بالشفا إن شاء الله ،،، عيون كأشعة الليزك في مستشفى المغربي
      تقول العرب أن شمائل الحسن في المرأة هي
      أربعة أشياء سوداء ،،، شعر الرأس و الحاجبان و رموش العين و الحدقة
      و طبعا الآن كل شيء مقدور عليه ، فيمكن تسويد الشعر و الحاجبين ، على شوية رموش إصطناعية على عدسات لاصقة ، و الأمور تمشي و تعدي خاصة يوم العرس و كم يوم بعده ،، مع الإعتذار للائي يملكن كل شيء طبيعي
      ثم يقولون ،،، أربعة أشياء حمراء ،، اللسان و الشفتان و الوجنتان و اللثة
      اللسان دة يحمروهو كيف ؟ إلا كان تشرب يوماتي كباية كركدي مركز ، ثم هل هذه الأنثى التي سأختارها بعلة لي ،، كيف أعرف أن لسانها و لثتها يحاكيان منقة أبوجبيهة ؟؟ هل أقول لها أفتحي خشمك و مدي لسانك و من ثم أقيس درجة الإحمرار و عدد الأسنان اللبنية المتبقية و ضرس العقل إن كان قابعا في محله
      و تحمير الشفتين برضو مقدور عليه
      لو كان هناك تقدير و إمتنان و حفظ جميل ، لأعطوا جائزة الدولة التقديرية للسودانية التي إكتشفت دق الشلوفة ،، و عملوا يوم و سموه يوم شلوفة المرأة السودانية ، فاللون الرمادي بعد دق الشلوفة طبعا لا يتغير أبدا ، و لا يحتاج إلى وقفة طويلة أمام المرآة لتظبيط درجات اللون و إنتشاره ، كما إتضح بالدليل القاطع أن الشفاة المدقوقة لا تتأثر بالجفاف و لا يصيبها التشقق و لا تحتاج إلى لابيللو
      أتخيل أحيانا في نفسي الأمارة بعمل مونتاج لكل فنانات الفيديو كليب ،، أتخيل فنانة مثل لطيفة تكون داقة شلوفتا و تغني
      أرجوك أوعى تغير
      و يكفي أن تمد شلوفتا المدقوقة مع اللازمة الموسيقية لتواصل
      أنا حوالي كتير
      أما نجوى بت كرم الله ،، فواحلاة الزمام أبرشمة فيها ،، و المشاط بمساير لما تقبل على العازفين ،،، كان حياخد حتة من وشها ،، ربنا ياخد بيدها
      أما بخصوص الوجنتين ، فإن المصريين يقولون : يا خارجة من باب الحمام و كل خد عليه خوخة ،،، طبعا كناية عن إحمرار الجضوم من الصحة و العافية
      طيب هم أصلا بشرتهم بيضاء ، و مع شوية حك و قرص للوجنتين بيبقو حمر ، أها نحن الجضومنا سمر و سود ، كيف الشورة
      لذا نحن نجادعهم و نقول : يا خارجة من باب الحمام و كل خد يقول كأننا يا بدر لا رحنا و لا جينا ،، هوَ ،، هوَ ، ما إتغيرش بعد الحمام و لا حيتغير و لو حكيناه بمبرد و دعكناهو بي حتة حيمور
      ثم يقول العرب
      و أربعة مستديرة
      الرأس و العنق و الساعد و العرقوب
      و نحن و الحمد لله أكثر ريسينا مثل القنقليزة ،، أما العراقيب ،، فهي مشدودة كما كراب العنقريب أو وتر الطمبور ،، و هو مفيد في الجري و ركوب الباصات و الركشات و في خواضة موية الأمطار الراكدة في الأحياء من الخريف و حتى ظهور بوادر الشتاء
      في ذات مرة ، دخل سوداني مع زوجته الماكنة في محل ملابس هنا حيث كان البائع سوداني ، و بعد أن قامت الزوجة بمعاينة موديلات كثيرة من البلوزات و تعب البائع من الطلوع و النزول و جيب دة و وهات داك، ثم خرجت المرأة دون أن تشتري شيئا بحجة عدم وجود مقاس مناسب لها، فتابعها البائع بنظرة غاضبة و قال متمتما،،،، بالله ضراعاتا زى علبة النيدو ، و الله ما تلقى مقاسا لو راحت المصنع ذاتو
      ثم يتابع العرب فيقولون : و أربعة دقيقة
      الحاجبان و الأنف و الشفتان و الأصابع
      اللهم لك ألف شكر و حمد ، وصْف العرب دة ما بينطبق علينا إلا فيما ندر ، و لو عاوزين نعامل هذه الأعضاء معاملة البشرة بكريم ديانا ، فيمكن تدقيق الحاجبان و البركة في الملقاط الذي خدم جنس الحريم منذ إكتشاف معدن النحاس و الحديد
      أنوفنا لو كل يوم عفصناها بي زردية برضو ما حتستعدل ،، حتى لو إستعنا بالدكتور الخاص للصبوحة الشحرورة التي قال أخونا جعفر عباس أن النونة التي في أسفل حنكها هي في الأصل صرتها المجرورة بالشد من كتر عمليات التجميل ،، ربنا يعطيها العافية و ما تشوفش وحش في حاجة مشدودة
      أما الشفتين ، لو مسكناهم بمشابك غسيل كل يوم كم ساعة برضو نفس الحالة،، يبقى الثلاثة ديل ما عندنا ليهم حل
      العندو حل يقول
      و بما أن رب العزة و الجلال قد حبا كل شعب بمواصفات جسدية حسب بيئته و سبل كسب عيشه ،، فقد حبانا الله بأصابع غليدة ، و هذه نعمة كبيرة ، لأنها تنفع في لت العجين و خاصة عجين الزلابية و القراصة و خلطة الحلو مر و كوفات الشعر و تمشيطه و تقطيع المرارة و أم فتفت ، و تنجيد المخدات و المراتب قبل العيد و فرك الملاح بالمفراكة ،، نعمة نحمد الله عليها ، لأن الأصابع الدقيقة لا تتحمل هذه الأعمال الشاقة المؤبدة
      و يقول العرب
      أربعة عفيفة : الطرف و اللسان و البطن و اليد
      أما هذه ، فنتحدى أي شعب فيها بدون مكابرة أو تحيز ،،، نساؤنا في الغالب الأعم يغضضن البصر و لا يأكلن إلا حلالا و ألسنتهن عفيفة إلا فيما ندر و لكل قاعدة شواذ
      أما أروع وصف قرأته عن المرأة فهو ما قاله أحد الأعراب
      كاد الغزال يكونها ................. لولا ما نقص منه و تم فيها
      يعني أن هناك أشياء ناقصة في الغزال و كاملة في البنت ، و لولا كدة كاد الغزال أن يكون شبيها لها
      بلاغة متشابكة كأنها حبات مسبحة لا تعرف البداية أو النهاية ،، كلام يعتلج إلى ما لا نهاية
      ( يا ترى ، لماذا نقول في السودان ( الغزآآآآآآآآلة ؟ )
      يقول أبو الفرج الجوزي في كتاب النساء
      المرأة طفلة إذا كانت صغيرة
      ثم وليدة إذا تحركت و نمت
      ثم كاعب و هي حديثة السن
      ثم ناهد ، حيث لم يكتمل شبابها
      ثم معصر ، و هي الممتلئة شبابا
      ثم عانس ، و هي المتوسطة الشباب ، و ليس كما يفهم الناس أن العانس من فاتها قطار الزواج
      ثم المتناهية و هي التي إنتهى شبابها
      يعني لو عاوز ترشح واحدة للزواج ،، تقول للشاب بعد أن تعدد محاسنها و تتزاوغ من مثالبها ،، و الله هي في النهاية عانس و بتنفع معاك
      و لا بد أن تشرح له معنى عانس لغويا ،، و إلا ستندم على محاولتك لم راسين في الحلال.
        جلال داوؤد (أبو جهينة) 2003

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الحرق على الخشب

دلالة الألوان في الحياة البجاوية

الجرتق