لغز الوجوه الغامضة
في اليوم الثالث و العشرين من شهر أغسطس سنة 1970، داخل بيت بسيط يحمل الرقم 5 في شارع (رودريجرز) .. كانت السيدة (ماريا بيريرا) وحدها بالمطبخ تعد وجبة طعام لأسرتها الصغيرة عندما لاحظت ظهور بقعة غريبة لم يسبق ان شاهدتها من قبل فوق لوح اسمنتي لا يبعد عنها كثيرا .. فاقتربت لكي تتفقد الأمر و كانت كلما تزيد قربا منه تزيد البقعة تشكلا و وضوحا حتى أصبحت تشبه لحد كبير وجها بشريا لامرأة .
رغم غرابة البقعة اعتقدت ماريا بالأول أنها مجرد أثار عادية فاستعملت المنظفات لكي تحاول إزالتها لكنها لم تفلح أبدا في ذلك .. مما سبب لها إزعاجا و قلقا ، فانتظرت عودة زوجها و ابنها إلى البيت .
بعد معرفة الابن بالأمر قام بهدم اللوح الإسمنتي الذي ظهرت فوقه البقعة كليا و بنا بدلا منه لوحا آخر فانتهى الأمر بنجاح و أطمئنت والدته .
لكن في الثامن من سبتمبر بنفس السنة حصل ما لم يكن بالحسبان ... لقد ظهر وجه آخر من جديد في نفس المكان ! و لم ينتهي الأمر هنا فقط بل كانت هذه بداية ظهور وجوه كثيرة مع بعض الأجزاء الأخرى أيضا من الجسم ، تواجدت أولا في المطبخ ثم انتشرت بعدها بكل أنحاء البيت ، و استمر هذا الأمر مدة طويلة ..
لقد كانت الرسوم تتشكل باستمرار و أحيانا تظهر ثم تختفي بنفس اليوم ، أما بعض الوجوه فقد كانت تتغير ملامحها و تبقى لمدة طويلة دون اختفاء .
عندما كان يحاول البعض مسحها للتيقن من حقيقتها كانت تظل موجودة غير أن ملامحها تصبح أكثر حزنا ، وعندما كانوا يقومون باقتطاعها لتحليلها بأماكن أخرى كانت تعود الوجوه نفسها لتظهر من جديد داخل البيت و تتلاشى عند إرجاعها لأماكنها .
عند معرفة السلطات بالأمر رجحت على الفور بأنها مجرد خدعة، خاصة أن ابن تلك العائلة فنان .. لكن الاستطلاعات التي تلت ذلك غيرت رأيهم بالكامل كونها لم تستطع أن تثبت بأي شكل من الأشكال أي نوع من التزوير .
جاء العديد من الخبراء إلى مكان الحادث لإجراء المزيد من التحقيقات فأغلقوا المكان لمدة ثلاثة أشهر وجدوا بعدها أن الوجوه ما زالت موجودة مع اختلاف آخر يثير الدهشة لقد انتقلت جميعها و غيرت أماكنها .
تم إجراء جميع الفحوصات الممكنة على تلك الوجوه حيث حاول متخصصون من عدة جامعات أوروبية إيجاد المواد الكيميائية كـ (الطلاء ، الكلوريدرات ، النترات ، الفضة ، الملح ... و ما إلى ذلك) لكن من دون أية نتيجة .
بعد أن يئس الباحثون من تجاربهم الكثيرة لفهم الأمر قاموا بوضع ميكروفونات لالتقاط الأصوات التي لا تسمعها الأذن البشرية ، و ما لم يكن متوقعا لقد استطاعوا رصد عدة أصوات بالفعل !
بعد موت السيدة ماريا بيريرا في عام 2004 عن عمر يناهز 85 عاما تم وضع البيت للبيع .. لكنه لم يتلقى أي طلب للشراء .
لحد الآن لا يوجد أي تفسير منطقي لتلك الوجوه الغريبة .. إذا كانت ماريا هي من أسست تلك الخدعة فقد رحل سرها معها إلى الأبد .
تعليقات
إرسال تعليق