وما الأيام إلا .. طُرة وكتابة
و عندما ضاق به الحال في البلد ... هاجر كبقية الطيور ..
و في غربته ما تسلم غير وظيفة ( أمين مستودع ) ...
و لكى يقوم بدور ( الدخري ) ... و لكى لا يخيب ظن أمه و الأهل .. ما قصَّر مع ( زول ) ..
شارك في كل ( فزعات الأهل ) و ( الأحباب ) و ( الجيران )..
( شيلة ) الشفيع ( ود خالتو ) ..
( برندة ) العَمَّة ( حفصة ) الكسحتْ مع المطر
( طهور ) أولاد الزين ( الجار الساكن في الشارع خلف بيتهم ) ..
عملية الغدة لـ ( فاطنة ) زوجة ولد عمو ...
تصليح ( التاكسي ) بتاع ( تاج السر ) صاحب أخوه بابكر
حفلة نجاح ( هالة ) بت ( سيد الدكان ) عند نجاحها و دخولها الجامعة.
و عندما أتاهم ( إيد ورا و إيد قدام ) .. بعد أن مكث عاما في سجون غربته لأن ( الجرد ) إكتشف تلاعبه .. لاحظ أن كلمة دخري إندثرتْ حتى من على ( خشم أمه ) ..
و أن ( الشفيع ) لم يأت حتى لزيارته متعللا بالمشغولية .. و لأن زوجته تعاني من تبعات الحمل و ( الوحم ) ..
و ( العمة حفصة ) لم تستضيفه في برندتها الجديدة .. فقد أجلسته على ( عنقريب الحبل ) في الحوش مع كوب من ماء الزير ( موية زرقا )..
و ( الزين أبو وليدات الطهور ) ألقى إليه بتحية باردة أمام البيت و لم يقم بتعريفه بأولاده .. بل إكتفى بالقول : دة الزول ال رسل ليكم حاجات الطهور.
و ( فاطنة ) رجعتْ من بيت الجيران و لم تأت للسلام عليه .. فقالت شقيقته بأنها قالت لها :
( يطرشني ما سمعت الدخري جا ) ..
و ( تاج السر صاحب التاكسي ) .. أوقف التاكسي و سلم عليه و نظره يتنقل بينه و بين الشارع .. ثم إلتقط زبوناً وإنطلق.
و ( هالة ) إكتفتْ بالإيماء له برأسها لأنها لا ( تصافح الرجال يداً بيد ) ..
- جلال داؤود أبو جهينة 2007
تعليقات
إرسال تعليق