تسويق المدينة



العلامة التجارية (آلية التعريف بالمدينة)

مدينتي سواكن وود حامد نموزجا!


"قمت بمشاركة هذا الموضوع كمقترح بحثي مع مركزين سودانيين للابحاث على امل 

الاهتمام بالموضوع".

التسويق لمدينة أو الترويج لها داخل محيطها المحلي،عملية مستمرة ،بداية طريق يهدف إلى تشجيع قيام أنشطة بها،ثم إستخدامها للتعريف بها؛توصيل صورة الى شريحة مستهدفة،والتي تمثل المجتمعات المحيطة بالمنطقة ولا تعرف عنها الكثير.

الهدف من الترويج للمدينة،جعلها في الواجهة،وتحويلها الى مكان يريد الناس العيش والعمل فيه،وزيارته ايضا.

إختيار علامة تسويقية للمدينة،هو إختيار رؤية ورسالة،خلق صورة فريدة للمدينة؛هذه العلامة مستمدة من الأصول الموجوده بها،والتي ستعزز الجاذبيه لها.

نجد انه يوجد ما يرمز إلى مدينة ما فى الوقت الحالى،لكن هذا الرمز(العلامه) غير مستقل بالطريقه الصحيحه،او قد يكون استخدامه كمعلم فقط للدلاله الى المدينه.
فقط ينقصه عملية تطوير/ توظيف هذه الموارد التي ندرجها تحت مصطلح تسويق المدن؛الاستفادة منها وإستخدامها فى التعريف والتسويق عن المناطق المختلفه والتى تعتبر مصادر لها .
محاولة تقديم طريقه فريده في توظيف الموارد والاستفاده منها .

ظهر مصطلح تسويق المدن مع عمليات التطور التي وصل إليها العالم،إبتكار أساليب جديده لتعزيز المعرفه وجلب الإهتمام والإستثمار والسياحة إلى مدينة ما وجعلها تحت بؤرة الضوء.
نجد أنه ولفترات عديده اصبح التوجه ناحية المركز كمورد:
للمعرفه،العمل،السكن،الخدمات هو الهدف؛ مما أثر على تقليص النظره المعرفية للمناطق الاخري،اصبحت العمليه في إتجاه واحد،المركز فقط.

أهم التحديات:

للقيام بتسليط الضوء على مدينه ما،خلق علامة تسويقيه لها،التعريف،ترغيب الاخر في تغيير مساره(الهدف)،علينا التركيز على عدة محاور والعمل عليها:

١-مبادرة صناعة العلامة التسويقيه يجب تبنيها من قبل التكوين المجتمعي للمدينه (إنسانها/الهيئات والمؤسسات).
٢-إيقان انها عملية تعتمد على الاستمرارية لوقت طويل(استثمار في المستقبل).
٣-بذل الجهد من قبل الجميع في خلق/إبتكار برامج تعريفيه/ترويجيه للمدينه.
٤-توفر وسائل إعلام ونشر متنوعة.
٥-عملية تسويقيه يعني إنفتاح على الأخر وتقبل دخوله إلى نسيج المدينه والإنخراط فيها.
6-معرفة التكوين المجتمعى للمدينة مهمه فى خلق العلامه التجاريه وتقبلها من قبلهم.

النتائج:

إن خلق علامة تسويقية للمدينة عملية خلاقة،لها فوائد كثيره،للمدينة ولإنسانها
ابرزها:

*تصبح عملية التعريف والتعرف على المدينة سهله وسريعه،في متناول الجميع ،عند ذكر المدينة يتبادر الى الذهن علامتها التسويقيه والتى تشمل إما موروث ثقافى او إجتماعى،مورد إقتصادى.

*إرتباط العلامه التسويقيه بهوية المدينة يجعل منها مدينة متفردة،التنوع الثقافى والعرقى فى السودان يجعل من الإختلافات العرقيه المكونة لمجتمع المدن مادة محفذة لخلق علامة تسويقيه مميزة.

*خلق مناشط وفعاليات وبالتالي إثراءها،إثراء الحركه المجتمعيه داخلها،ذكرت سالفا أن الرموز والعلامات المتعارف عليها عن مدن بعينها لا تخدم تلك المدن اذا معرفيا او مجتمعيا،مثال لذلك في حالة خلق علامة تجاريه لمدينه مرتبطه بموروث ثقافى يمكن استخدامها فى التعريف عنها وكذلك يساعد فى خلق منشط مرتبط بالمنطقه،هذه العمليه تدعم مجتمع المدينه اولا،تزيد من الحركه فيه.

*زيادة الاهتمام بها وبالبنى التحتيه لها،وجلب الاستثمارات،كيف ذلك؟ بتوجيه الاهتمام من قبل الجهات المسؤوله الى الخدمات التي تدعم الموارد المتوفره بدلا عن الاهتمام بمعلم فقط.

*خلق فكر جديد من والى المدينه،هذا الفكر ياتي من انسان المدينة الذي يعمل على تسويق مدينته من خلال ابتكار وخلق المناشط والفعاليات والتعريف بها،وبالمقابل الانسان الغريب الذى يريد الدخول الى المدينه والتعرف عليها بل حتى الانخراط فى مجتمعها

مقترحات لعلامة تجارية لمدن سودانية

مدينة سواكن(ولاية البحر الأحمر)



تصميم الفنان الهاوى احمد عبد القادر \ شعار لمدينة سواكن

تقع مدينة سواكن فى ولاية البحر الاحمر شرق السودان.
تعتبر بوابة السودان الشرقية منذ قديم الزمان.
كانت مدينة سواكن لفترات طويله مدينة تجارية،نسبة لحركة الملاحة البحريه منها واليها (بوابة للعالم الخارجى).
لكن بعد انتقال المركز الى بورتسودان ،اصبحت المدينة عرضة للاهمال رويدا رويدا.
نجد انه متعارف لدينا ان علامة سواكن هى البوابه،بالتالى العناية ستوجه ناحيه البوابة دون عن المكون الثقافى او الاجتماعى للمدينه ،حتى انه لا يوجد اى معرفه بتاريخ المدينة التجارى.
مدينة سواكن تسمى عند سكانها من البجا (أوسوك)باللغة البجاويه
أوسوك يعنى السوق بلغة اهلها.
المقترح للعلامة التجاريه لهذه المدينة العتيقة ان يكون مقتبس من تاريخها العريق كمنطقة تجاريه،منطقة تسوق،من خلال إعادة تسليط الضوء على ذلك المورد .العمل على الاهتمام بمنطقة السوق فى المدينة،مع الاحتفاظ بالبنية الاثرية الموجودة سلفا.
فكرة العلامة التجارية لمدينة سواكن مستوحاة من إسمها (أوسوك) فهى
اقرب لانسان المدينة .
كذلك عمران المدينة القديم والعتيق يعتبر رمز لها ،بالاضافة للمنتجات المتعلقه بانسان المنطقه (المشهور بها).
جأت الفكره الاولية لتشكيل شعار يحتوى على مزيج بين التاريخ مأخوز من الحائط العتيق من بوابة سواكن ،بالاضافة لمنتجات محليه متوفره تكون رمزا للتسوق.
إستعنت بالشاب الهاوى احمد عبد القادرعلى عمل  لوحة تشكيليه لهذا الشعار
يمكن تطويرها الى تصميم فى المستقبل .
تصميم يمثل مدينة سواكن، يصبح علامة تجاريه لها.


مدينة ود حامد(ولاية نهر النيل)


تصميم الفنان التشكيلى والمصمم معتز عبد الماجد\شعار لمدينة ود حامد

مدينة ود حامد إحدى مدن ولاية نهر النيل الزراعية.
الحقيقة معرفتى عنها قليله جدا,حتى اننى عندما اردت جمع معلومات عن النشاط الاجتماعى بها ومصدر الرزق لابناءها والذى يعتبر موردها الاقتصادى والمتمثل فى الزراعة.اصابنى مزيج من الدهشة والحزن لقلة معرفتى بها.
أهم المحاصيل التى تنتجها على التوالى:
البصل/البطيخ/البطاطس/المانجو/الموالح.
موسم البصل يبدأ شهر يونيو وينتهى شهر نوفمبر
بالمتوسط ،يوميا يتم إرسال عدد 800 جوال بصل الى المركز فقط(الخرطوم).

اعتمدت فى إنشاء العلامة التجاريه للمدينة من أصلها(موردها) الأول الزراعة
وقع الاختيار على المحصول الاول والاهم وعملت على تشكيل علامة تجاريه تربط بينه وبين المكون المجتمعى للمدينه.
استعنت بالتشكيلى والمصمم معتز عبد المجيد لعمل تصميم شعار يعبر عن المدينة للربط بينها وبين منتوجها الزراعى الاول (البصل).
هنالك مقترح إقامة فعالية مع موسم المحصول المعنى(البصل) يشارك بها ابناء المنطقة من المزارعين والتجار،كبداية للتعريف والتسويق لها،وإطلاق العلامة التجاريه للمدينة للتعرف عليها .
المميز فى المدن التى تعتمد على الموارد الاقتصاديه انها يمكنها اقامة فعاليات متنوعة للاحتفاء بتلك الموارد والتسويق لها،خلق مناشط منوعه مردودها النفع للمدينة وانسانها .


 لكل مدينة/منطقة جغرافية رؤية أن تكون معروفة محليا،لما في ذلك من فائدة مردوده عليها وعلى المجتمع الإنساني المكون لها.

الأن نحن في القرن الواحد والعشرين،مع هذا العالم المتحضر،أصبح إبراز نقاط قوة اي مدينة مقترن بالهوية الخاصه بها،والتي هي مصدر فخر إنسانها.
الهويه قد تكون موروث ثقافي او تاريخي،ايضا يمكن ان تكون مورد اقتصادى.

المحرك الأساسي للتعريف بالمدينة وهويتها هو التكوين المجتمعي لها،عن طريق مجموعة من العمليات المستمرة،لفترة زمنية قد تطول؛العمل على خلق علامة تجاريه لها يمكن ان يكون بداية تطوير هذه العمليات من أجل إبراز تفردها عن بقية المدن الاخرى؛ والذي سيفتح باب التنافس بين المدن المختلفه فى حالة تبني خلق علامات تجاريه من قبل مجموعه من المدن؛هذا التنافس سيخلق تطور في العملية التعريفية والترويجيه لكل مدينة.


سنخلص الي أن المعرفة المحلية قد صقلت ويمكن العمل علي الترويج والإعلان للعالم الخارجي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الحرق على الخشب

دلالة الألوان في الحياة البجاوية

الجرتق