خطــــــــــــــــوة !!




كانت مستلقية على الاريكة , حين جاء على مسامعها صوت من اغنية لعقد الجلاد " يا 

مشاوير المحبة .. الكلمة تقلـــت .. والخطيوات النديـــة .."

احست بثقل فى جسدها , لماذا هذه الاحاسيس المضطرده !جاءها صوت والدتها :-يا 

بنتى مالك ؟ حاسه بشى ؟ وشك مخطوف مالو ؟-مافى حاجه والله يا ماما , شوية تعب 

من الشغل ..-خلاص قومى غسلى وشك عشان الغداء , واندهى لابوك واخوك -قامت 

من جلستها واتجهت نحو المغسلة ,غسلت وجهها وراحت بخاطرها وهى تنظر فى 

المرآة امامها .. معقول يا ماريه البحصل ليك دا ؟ لا لا !غسلت وجهها ثانية وذهبت 

نحو طاولة الغداء , تناولت الوجبه مع العائلة وذهبت الى غرفتها .. فقد كانت تحتاج 

لبعض الراحه ..

عند المساء جاءت لزيارتها صديقتها سارة .

. سارة : ماريه مالك ؟-

.ماريه : مالى مية مية والحمد لله !.سارة : يا بت مالك , حاسه بشى ؟ وشك تعباانماريه 

: ارهااق بس من التعب والمواصلات عارفه براك. ساره : يا بت هوي داسه منى شنو 

؟ زعلانه من شئ ؟ ورينى بس. ماريه : طيب يا ستى ابدا ليك من وين.ساره : منااى 

مكان احكى بس .. ما تكونى عملتيها من وراى وحبيتى ؟هاهاهاهاهاماريه : حبك 

بورص وعشرة خرص هاهاهاها ..




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



جالسة خلف مكتبها , غارقة فى الورق امامها , تعلم انه هو الذى يتجه نحوها , اعتادت 

على مروره عليها فى ذلك الوقت كل يوم , يتبادلان الحديث ,ثم يعود كل منهما الى 

كومة الورق التى امامه ..كانت تطلب من الساعى وجبة الافطار فى وقتها ..ماريه : 

عمو امين 3 طعمية وكوبايتين شاىعمر : الطعميه دى بتجيب اجلناماريه : هاهاها مافى 

غيرهاعمر :ياخ انشاء الله فوول ما ممكن نشفنا هاهاهاماريه : هاهاهاعم امين : 

اتفضلوو .. الشاى مظبوط غايتو (ابتسامه هادئه على وجهه)عمر : مشكوور عم امين 

.. ما فيها قهوة (وش مستهبل)عم امين : خالتكم احسان قاعده تظبط قهوة كاربهعمر : 

ايوة دا شغل نضيف ,مع الشغل الكتير داماريه : تسلم عم امين .. الله يديك العافيه يا 

ربعم امين : يديك العافيه يا بتى ..

_______________





بعد نهاية الدوام لا يستقلان الترحيل الخاص بالشركة ,يذهبان مشيا حتى محطة 

المواصلات , تسكن بحرى , وهو يسكن الخرطوم .

عمر : انشاء الله اليوم ما يكون زحمة فى الموقفماريه : امس كان يوم عالمى طبعا , بعد 
الحافله وصلت نفق جامعه الخرطوم , عطلت ,عمر : لا ياخ , ولقيتو بديل ولا اخدتو 

وقت فى الشارعماريه : بعد حار بيهم الدليل جابو حافله من خط برى هاهاهاعمر : 

طيب كويس .. مشكلة بالجد لانو دا وقت زروةماريه : ايوة والله غايتو اتحلت فى النهاية 

بدل اللطعه فى الجو السخن دا ..****ماريه: شايف المجمع الهدوهو دا ؟ وهى تشير الى 
كومة ركام بالقرب من الموقف .عمر : دا المجمع بتاع المكتبات .. كان نافعنا وقت كنا 

طلبه والله .. طباعه بحوث , شيتات الجامعه .. الواحد لمن حلم يكون عندو محل فيه 

هاهاهاها يسترزق منو هاهاهاماريه : قالو حيتبنى مركز تجارى !عمر : دى موضة 

الايام دى ,, اى زول عايز يعمل مركز تجارى .. تتزكرى ايام محلات تركيب العطور 

؟ هاهاهاهاماريه : ايام برائحة النعناع هاهاهاهاعمر : برضو فكرة اعمل محل تركيب 

عطور هاهاهاماريه : هاهاهاهاهاهايوميا وبهذا المنوال كانا يتبادلان الحديث من امام 

مبنى الشركه الى ان يصلا لموقف مواصلات مها , ثم يفترقان على أمل اللقاء فى اليوم 

التالى .

.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



يا بت يا ماريه تعالى خدى العصير ’ جاءها صوت والدتها , البت دى قاعده معاك من 

قبيل ما ضيفتيها ؟؟؟سارة : شفتى يا خالتو بس خشت فى الونسه هاهاهاجاءت بصينية 

العصير لصديقتها , واخذا يتبادلان الحديث .ساره : خالتو مشتاقه للفسيخ حقك الصوم 

ما قرب يخلص هاهاهاوالدة ماريه : كلها اسبوعين ونعملو ابقى جاهزة لشم النسيم من 

اليومماريه : المره دى حنعملو كتير علشان حاخد معاى لزملاء العملوالدة ماريه : 

اخبار احمد اخوك شنو ؟ امك مقلقه عليه من مشى ماليزياسارة كويس ما عندو عوجه 

مشغول مع الدراسة ,, امى اصلا مقلقه عشان بعيد دايراه قدام عيونها , الاولاد 

عارفاهم ينشغلو خلاص ,, اذا اتاخر فى الاتصال , تقول حصل شئ .. قلب الام 

..والدة ماريه : الله يغطى عليه انشاء الله , ربنا يوفقو ويجيبو ليكم سالم وشايل الشهاده يا رب .
سارة : اللهم اميين يا رب العالمين

ــــــــــــــــــــ



*********



كانت لها عادة غريبة , ارتباط خطواتها اثناء سيرهم فى الطريق الى موقف المواصلات بقطع البلاط على صالات السوق الافرنجى ,كان يراقبها باندهاش !

عمر : ماريه داير اسالك ؟ماريه: اتفضل اسالعمر : ملاحظه لخطواتك ونحن ماشين ؟ماريه : لالا فى شنو ؟ وش مستغربعمر :يومى من نطلع من باب العماره لحدى نعدى من الصالات بتمشى فى خط وااحد , بايقاع وااحد مع قطع البلاط الفى الصاله !!ماريه: هاهاهاهاها ملاحظتك قويه ؟ وش بضحك ومستغرب فى وقت واحدعمر : ياخ لما نمر على بتاع تسالى ولا ترمس بتشترى وترجعى لنفس الخط بتاع السير حقك هاهاهاهاماريه : هاهاهاهاعمر : السر شنو ؟ماريه : ولا سر ولا شئ اتعودت عليها من بدرى , من وانا صغيره وبلعب الحجلة , بتعرفها ؟ هاهاهاعمر : كيف ما بعرفها اخواتى وبنات الجيران طواااالى مشختات الشارع بسببها هاهاها بس انتى اتعلمتيها وين هنا ولا فى مصر ؟ماريه : اتعلمتها هنا هاهاها اساسا لما جينا السودان كنت بيبى ,منها ارتبطة بالمربعات على الارض اين كانتعمر : دا جن كلكى هاهاهاها , مرتبطة الى الان بتفاصيل الطفولةماريه: ليه مافى شئ بربطك بطفولتك الى الان؟ هاهاهاهاعمر : الا الدافورى ( الكورة) بس هاهاها , مختلفين عنكم نحنماريه : الليلة الموقف مالو فاضى كده ؟عمر : فرصتى غايتو هاهاها , مع الجو دا عايز عصيرعرديب بااارد من الكشك داماريه : عازمنى اكيــــد هاهاهاعمر : وانا لاقى يلا على بال تجى حافلهتناولا عصير العرديب الباارد تحت مظلة الكشك , عسى يبرد عنهم حر ذلك اليوم وازدحام البشر فى المحطه وانتظار وسيلة مواصلات واحده تظهر ..هو يتمنى الا تاتى اى وسيلة مواصلات فى تلك اللحظة .. اما هى فكانت قد سرحت بخيالها مع برودة العصير ..ماريه : جاء فى وقتهعمر : هو شنو ؟ كان شارد الذهنماريه: عصير العرديب هاهاها سرحت ويـــن ؟ الواخد عقلك يتهنابو هاهاهاهاعمر : هاهاها اميـــــــــــــن ( نظرة حنية نحوها )ماريه: انت حتتاخر بسببى , اتوكل , اسع بتجى حافلهعمر : معقووولة بس .. دى فرصة لكباية عصير تانيه هاهاهافى تلك اللحظة اتت حافلة , اسرع نحوها ومع تلك الزحمة الخانقه , لكى يحجز لها مقعدا , الى ان استطاعت الصعود وجلست , ودعها ونزل , وقف عند الكشك وهو يراقب الحافله الى ان اختفت عن نظره ..ويا يوم بكرة ما تسرع !ـــــــــــــــــــــــــ



ـ***********



مر اسبوع وعمر متغيب عن الدوام , لا يعلم احد عنه , ولا حتى زملاءهكانت تفتقد مروره عليها فى الصباح , جلسة الفطور , وبعد ذلك خط سيرهم من مقر الشركه الى موقف المواصلات , كانت تفتقد قفشاته , مزاحه , حتى جده فى النقاش .عم امين : عمر دا غائب ليه اسبوع , انشاء الله يكون بخيرماريه:انشاء الله , قلقنا عليه , ومافى زول عندو اتصال بيهفى تلك اللحظة دخل عليهم اسامة , هو اقرب واحد لعمر من حيث السكن والمنطقة الجغرافيه ’اسامة : سلام , امس غشيت بيت ناس عمر , هو بخيير بس انشغل بمناسبة اخوهو فى بلدم , وبداوم من بكره باذن الله ..ماريه : طمنتنا الله يطمنك ..فى ذلك اليوم وفى خط مسيرها نحو محطة المواصلات كانت تفكر فى مدى تاثير غياب عمر عليها , وصلت المحطة واثناء وقوفها فى انتظار حافله , اذا بشخص يلفتها من الخلف , التفتت واذا به عمر !ماريه : عمر .. ( وش متفاجئ , وفرحان فى نفس اللحظه)عمر : ازيـــــــــــــك يا ماريه .. خبرك شنو ؟ مشتاقين عديل كدهماريه : لا تنطق ببنت شفاه ( وش مبتسم فقط)عمر : مالك اتبلمتى كده هاهاها , الخبر شنو ؟ لسع مواصلاتكم المافى دى هاهاهاماريه :انت اسع ظهرت من وين ؟ وبعدين ما بتقول عندكم مناسبه وغائب كمان .. مخصوم منك حق اسبوععمر : هاهاها جات فجاءة والله , اخصمو منى , بس ما ترفدونىماريه : الف الف مبروك لاخوك . كلمنا اسامةعمر : الله يبارك فيك يا رب , مر على امس , ياداب داخل من السفرماريه : حمد الله بالسلامه وعقبال ليكعمر : اللهم اميــــن جمعا ( نظره حنيه)ماريه : تلمح حافله من بعيد , هدى الحافله جات يلا مع السلامع , بكره بتداوم انشاء اللهعمر : ماشه ويـــــــــــن ؟ عصير العرديب .. انا جاى عشانو مخصووص هاهاهاماريه: وش بحدر ! جاى عشان العصير ؟؟؟عمر : لا لا والله .. الحقيقه هو وسيلة هاهاهاماريه : وسيلة ولا طريق هاهاها انا مستعجله , بكره الفطور والشاى والعرديب عليكعمر : طعميه تاااانى ,, بكره حضور من بدرى هاهاهاماريه: نسيت انى صايمة , ما ينفعش غيرو هاهاهاعمر : اووو يعنى حتعزمينا فسيخ قريبماريه : يلا سلام الحافله حتفوتنى (وجه مبتسم)انطلق عمر فى طريق الرجعه وهو يحمل اجمل احساس ناحية مها , كان يشتاق لملاقاتها , تاكد من فتره بعده عنها , انها اصبحت مهمه لديه , واحس بانها تبادله نفس الشعور ..ماريه كانت طول الطريق شاردة الذهن , ما الذى حدث لها , هل اصبح عمر مهم فى حياتها لهذه الدرجه !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



سارة :ماريه انا بعرفك من اليوم ولا امبارح ؟ بعرفك من لعب الحجله هاهاهاها كان ما علمتو ليك (وش يحس بالفخر)ماريه : اسكتى من الحجله هاهاها , فضحتنى مع زميلى فى الشغل .. بتفتخرى بتعليمك لى الحجله هاهاهاسارة : هاهاهاهاها (ضحك بجنون) جنك دا ما بتخلى هاهاهاها , قلتى لى زميلك فى الشغل ؟ هاهاهاهاماريه : ااى فى شنو هاهاهاسارة : احكى سريع عنو هاهاهاماريه : احكى شنو ؟سارة : يا بت هوى .. كدى عاينى فى عيونى هاهاهاماريه : بطلى استهبال .. ود جدع وشهم واللهسارة : لالا سهم كيبود اتناش صح هاهاها تانى ولا بتشتغلى بينا هاهاهاماريه : قومى من قدامى ( فنتها بمخده ) , معقولة يا ساره ؟سارة : دا الظاهر قدامى الان , اول ما جيبتى سيرتو وشك لمن بقى منور ( معاها غمزة) هاهاهاماريه : وروبير ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مجرد خطوة بينهما , من الذى سيخطوها ويبادر بالبوح بحبه للاخر , كان هنالك شئ يجمع بينهما دائما .. منذ اول لقاء لهما فى مقر الشركة , عند تقدمهما للمعاينة , تبادلا الحديث وذهب كل منهما لطريقه ,الى ان جاء اول يوم لاستلام الوظيفه رسميا , تلاقيا ثانية عند مدخل مقر الشركه , وبعدها تطورت العلاقه بينهما اكثر واكثر .تفاصيل يومهما من بداية الدوام الى ان يصلا الى محطة المواصلات ويفترقان على امل اللقاء فى اليوم التالى .هـــــي خطـــــــــــــــــوة فقط لتربطهما الى الابـــــــــــــــــــــد !



ماريه من اسرة قبطيه , اتت اسرتها الى السودان منذ سبعينيات هذ القرن ,تعايشو فيه الى ان اصبح وطن لهم , ليس هنالك فرق بينهم وبين جارهم السودانى الاصل ,يقطنون فى حى من احياء الخرطوم بحرى العريقه ,اصبح هنالك رابط بين افراد اسرة ماريه وكل فرد من الجيران فى الحى , فوالدة ماريه اصبحت اخت لنساء الحي , وكذلك اباها مع رجال الحى .. والدتها تعد كل الوجبات السودانيه الخالصه بجانب وجباتهم الخاصه والمعروفه وتتبادلها مع نساء الحى فى جميع المناسبات العامه والخاصه .

_______________



فى ذلك اليوم قدمت ماريه دعوة لعمر لمشاركتهم احتفالهم بشم النسيم لكى يتعرف على اسرتها ..كانو يحتفلون به فى غابة السنط بالخرطوم ,يجتمع جميع الاهل والاصحاب ,كل يشارك بمجموعه من الاطعمه الذيذه والمتنوعه بعد فتره الصيام لديهم.

حضر عمر , تفاجأ بكمية الترحاب والبشاشه التى تلقاها من الجميع كبيرهم وصغيرهم . وجد نفسه وكانه يعرفهم منذ زمن ليس بالقليل .

حتى ماريه تعرف عليها بوجه جديد وسط اهلها واقاربها , فتاة بسيطه وجميله ومقربه من الجميع .

اثناء تعريف عمر بالشباب القريبين منه فى السن ومتواجدين فى هذه الجمعه , انتبه الى احدهم يدعى روبير , احس انه يكن شئ خاص تجاه ماريه من خلال تعامله معاها ونظرته ناحيتها , احتفظ بهذا الاحساس فى نفسه وقضى بقية الوقت معهم , وغادر على امل اللقاء بهم مجددا فى مناسبات اخرى ..

فى اليوم التالى وفى الدوام قدمت ماريه ومعاها حصة زملاء العمل من الفسيخ , التهم الجميع الطبق وهنئوها بالمناسبة .

وفى نهاية اليوم واثناء عودتهما فى الطريق سالها عمر عن روبير , كانت اجابتها مقتضبه بانه قريبها اتى من مصر منذ ثلاثة اشهر , سالها عن شكل العلاقه بينهما , ردت وهى مبتسمه , لقد صرح لى باعجابه بى وكان ردى ان نعطى انفسنا فرصه التعرف على بعضنا اكثر ,فهو دائم السفر بين مصر والسودان بسبب العمل .سالها عن شعورها نحوه ,ردت بانه بعجبها فهو شاب خلوق ومسؤول ..

اكتفى عمر بتلك الاجابه وواصلا طريقهما بتناول الحديث عن عائلة ماريه وعلاقاتهم ومعاشرتهم لجيرانهم بالحى الذى يقطنون به ..

رجع عمر ذلك اليوم وهو مهموم بما سيؤول اليه الامر , علاقته بماريه كيف سيكون شكلها , هل ستتوقف هنا فى دائرة الصداقه ؟ ام من الممكن ان تتطور الى اكثر من ذلك , وماذا يفعل .. فمن ناحية اصبح يكن لها احساس جميل , ومن ناحية هى تختلف عنه فى الديانة ؟ ..





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الحرق على الخشب

الجرتق