يااااااا .. حَمْرَه قَرْقَدانَه ( حجوة قديمة )

    حجتني الزلال بت ود حامد .. ( أمي أم أمي )
    قالت : 



      حجيتكم ما بجيتكم خيراً جانا وجاكم أكل عشاكم وراح خلاكم ، قالوا .. والله يكفينا شر قلنا وقالوا .. قالوا كان في كُدُندارة إسمها ( حَمْرَه قَرقَدانه) ، أها .. حمره قرقدانه دي راجلا كان إسمو ( أحمد ) ..
      يمرق أحمد من صباحات الله يلقط في رزقو .. وما يرجع إلا المغيرب ، حمره تقعد في بطن بيتا داك , تخدم خدمتها و تسوي ليهو غداهو وتقعد تنتظرو لامن يجي .
      ...........
      يداخلني الشتاء حينها .. في ( الحوش الجوّاني ) ..
      ملتصقا بها ويداها حولي زنار ( يدفع عني شر الوحشة ) ..
      يداخلني الشتاء في ليلة صيف , تحت سماء الديم .. ونجوم وبدر كبير ( ما زال لا يشبهه بدر ) , و كلابٌ نابحاتٌ في البعيد ، والدوي المكتوم لطائرة في المطار القريب ( أورثني رهاب السفر إلى يومي هذا ) ، وبردٌ لذيذ .. لاسع .. لا يدفأه إلا رائحتها ( أمي الزلال ) ..
      : رائحة هي خليط بين رائحة الطفل الرضيع .. وعبق الضريح الكبير طرف البلد ..
      ( كما حكى الطيب صالح ).
      ............
      قالت ( أمي الزلال ) :
      أها .. يوم من الأيام ( حمره قرقدانه ) إتدخنت ، وسوت غداها لي راجلها , وقالت تمرق كدي علي الجيران داب ما ( أحمد ) يرجع من شغلو ، أها .. قامت علقت غدا ( أحمد ) في المشلعيب المعلق فوق حفرة الدخان .. ومرقت .
      يومو داك .. ( أحمد ) علي شقاوتو يرجع البيت بدري قبال مواعيدو .. و جيعااااااااان ، مد أيدو على المشلعيب وما ختّ بالو من حفرة الدخان الموقده تحتو .. أها المسيكين من طولو داك يقع في الحفرة بردلب .. زول جاب خبرو مافي لامن رجعت ( حمره ) من الجيران ، لقت أحمد ميت جوه الحفره ، وقالت كدي تكورك وتسكّل وتعزي .
      أها في الوكت داك جَنْ طويرات زرازير .. ركّن فوق الراكوبه .. شافنها تبكي ، قالن لها ..
      : مالك يا ( حمره قرقدانه ) ؟ .
      قالت لهن : شِن ( حمره قرقدانه ) أم طمبرة مَلانه .. عقيرب سِلي سلي .. ( أحمد ) وقع مات .
      أها قامن الطويرات من بكانن داك زعلانات بالحيل علي ( أحمد ) إتنفضن و حتن ريشن عدمنو الريشه .. قعدن جلد ساااااكت ، وفرررررر طارن بي دمعتن .....
      .............
      : عماد ؟
      : آآآي يُمّه ..
      : نمت ؟
      : لأ ..
      : سمح .. غتّي كريعاتك ديل .
      ............
      أها .. الطويرات ديك منتفات نتيفن داك طارن مشن ركن فوق الشدرات آخر الحلة ، الشدرات إستغربن .. قالن للطويرات
      : مالكن يا شِنقِرش بلا ريش ؟
      قالن لهن : شن شنقيرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه ... عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات .
      قالن كدي الشدرات من الزعل علي ( أحمد ) حتن صفقن داك وقفن عود بس .. يابساااات .
      جَن الغنيمات بعد داك يرعن تحت الشدرات ديك ، شافن الشدر واقف حطب ..
      قالن لو .. : مالك يا شدرنا حيتتون ؟
      قال لهن : شن شدركن حيتتون .. شِنقِرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات .
      في بكانن داك .. الغنيمات مسكن لك قريناتن ديك ووقعن فيهن كع كع كع .. كسرنهن ما فضلن قرن فيهن من الزعل علي ( أحمد ) , و مشن البحر يشربن .
      أها البحر شافن مكسرات قريناتن قال لهن :
      : مالكن يا بنات عِسِّي بلا قرون ؟
      قالن لو : شن بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات .
      البحر من الزعل علي ( أحمد ) قام شرد بقي جديول صغيرووون في النُص هنااااك ..
      جات البنيه شايله برمتها واردة البحر فيشان تشيل المويه .. لقت البحر شرد مشى هنوووك غادي .. قالت لو : مالك يا بحرنا شيردون ؟
      قال لها : شن بحركم شيردون بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات .
      إنتي يا البنية تشيلي برمتك ديك و من الزعل علي ( أحمد ) كششششش تكسرها ..
      ...........
      : عماد ؟
      : آآي يُمه .
      : نمت ؟
      : لا لأ ..
      : نان مالك قاطع الحركة ؟
      : ساكت بس ( .. والدفء الشتوي يدغدغني .. )
      : سمح .
      ..............
      قالت ( أمي الزلال ) :
      أها .. البنيه رجعت للبيت لقاها أبوها في الدرب .. قال لها
      : مالك يا بنيتنا كبيرون ؟
      قالت لو : شن بنيتكم كبيرون .. برمتنا كيسرون .. بحرنا شيردون .. بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات .
      تقوم يا الراجل تشيلك حجر و تقع في سنيناتك ديك كج كج كج .. كسرن بقاهن نامه ، وقال كدي دخل علي مرتو ، المره شافت الراجل عدمان السنينه قالت لو :
      : مالك يا راجلنا فليجون ؟
      قال لها : - شن راجلكم فليجون بنيتنا كبيرون .. برمتنا كيسرون .. بحرنا شيردون .. بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات . أها المره كانت قاعده تفرك في ملاح أخدر .. شالت مفراكتا ديك و .........
      ............
      : عماد ؟ .. عماد ؟؟؟
      ( دفء الشتاء و .. حزن ما .. يصمتانني )
      : يا حليلو وليدي , نام المسيكين ..
      ( ثم ضامةً راحتي يدها متجهةً إلى السماء ) : رقدنا في أمانك وفي ضمانك وركنين من أركانك .. يا رب تغتي علينا و علي وليداتنا و أمة محمد يا حافض يا حفيض , بركة اللانام لا اكل الطعام , بركة الليل الامسى و الأوكات الخمسة , بركة من صلى و قال يا الله , تصبحنا بي خير و علي خير , بي جاه نبيك يا ربي .. آية الكرسي كُرُبْ فينا .
      .............
      و .. أكلت ( حفرة الدخان ) تلك ..
      أكلت أحمد ..
      و الطير .. و الخضرة .. البهائم .. و النيل .. الرجال .. والنساء .. والأطفال ..
      و .. البلد بي حالها .
      و مازالت تلك ( الحفرة ) .. تقتاتنا منذ يونيو 1989 م ...
      .............
      الزلال .. يا بت ودحامد ..
      يُمه ..
      لا أعرف الطريق إلى قبرك الآن ..
      سامحيني ..
      عماد عبدالله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الحرق على الخشب

الجرتق